أدعية التعزية المأثورة
التعزية في اصطلاح الفقهاء هي: "الأمر بالصبر والحمل عليه بوعد الأجر، والتحذير من الوِزْرِ، والدعاء للميت بالمغفرة، وللمصاب بجبر المصيبة"،[١] وقد اتّفق الفقهاء على استحبابها،[٢] وأفضل صيغ التعزية هو ما جاء في القرآن الكريم وما ثبت عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، ونذكر هذه الصيغ فيما يأتي:
- (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)، [البقرة:156] وقد ذُكرت في معرض تبشير المؤمنين الذين يقولونها عند المصائب محتسبين الأجر لله، ولا شكّ أن فقد الأحبة من أشدّ المصائب والابتلاءات.
- (إنَّ لِلَّهِ ما أخَذَ وما أعْطَى، وكُلُّ شَيءٍ عِنْدَهُ مُسَمًّى، فَلْتَحْتَسِبْ ولْتَصْبِرْ)، [أخرجه البخاري] وهو دعاءٌ قاله النبيّ -صلى الله عليه وسلم- لمّا توفّي ابن ابنته.
- (اتَّقِي اللَّهَ واصْبِرِي)، [أخرجه البخاري] وهو دعاءٌ قاله النبي -صلى الله عليه وسلم- لمّا مرّ بامرأةٍ تبكي عند قبر.
أدعية بعض السلف في التعزية
نذكر بعض صيغ أدعية التعزية التي ذكرها أهل العلم عن بعض السلف فيما يأتي:[٣]
- قال أحمد لصاحبه أبي طالب وهو يُعزِّيه: "أَعْظَمَ اللَّهُ أَجْرَكُمْ وَأَحْسَنَ عَزَاءَكُمْ".
- كان بعض السلف يُعزّي صاحبه فيقول: "أَعْظَمَ اللَّهُ أَجْرَك، وَأَحْسَن عَزَاك، وَرَحِمَ اللَّهُ مَيِّتَكَ".
- سمع الصحابة قائلاً يقول بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ فِي اللَّهِ عَزَاءً مِنْ كُل مُصِيبَةٍ، وَخَلَفًا مِنْ كُل هَالِكٍ، وَدَرْكًا مِنْ كُل مَا فَاتَ، فَبِاللَّهِ فَثِقُوا، وَإِِيَّاهُ فَارْجُوا، فَإِِنَّ الْمُصَابَ مَنْ حُرِمَ الثَّوَابَ"، وقد استحبّ بعض أهل العلم هذه الصيغة.
أدعية أخرى للتعزية
تُشرع التعزية بأي دعاءٍ يحصل فيه التصبير والتسلية لأهل الميت، فقد قال الشافعي: "... وليس في التعزية شيء مؤقت يُقال لا يُعدى إلى غيره"،[٤] ونذكر بعض الأدعية القرآنية وغيرها من الأدعية التي اشتهرت على الألسنة والتي يُستشفّ منها التسلية والتعزية والتصبير والتخفيف من مصاب أهل الميت فيما يأتي:
- (اصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ). [هود:115]
- (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ). [يوسف:18]
- (فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا). [المعارج:5]
- "عظم الله أجركم وأحسن عزاءكم وغفر لميتكم".
- "عظّم الله أجركم، وغفر لميّتكم، وربط على قلوبكم، وألهمكم الصبر والسلوان".
- "البقاء لله، أعظم الله أجركم".
- "أعظم الله أجرك، وأحسن عزاءك، وغفر لميِّتك".
- "عظم الله أجرك، وأحسن عزاءك، وغفر لميتك، وألهمك صبراً، وأجزل لنا ولك بالصَّبر أجراً".
- "لله ما أخذ، ولله ما أعطى، وكلُّ شيءٍ عنده بأجلٍ مسمَّى، فاصبروا واحتسبوا، وأبشروا بما وعد الله عباده المؤمنين الصَّابرين".
وممّا يُخفّف عن أهل الميت ويجبر خاطرهم أيضاً الدعاء للميت بالرحمة والمغفرة في العزاء، ونذكر بعض هذه الأدعية فيما يأتي:
- (اللَّهُمَّ، اغْفِرْ له وَارْحَمْهُ، وَاعْفُ عنْه وَعَافِهِ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بمَاءٍ وَثَلْجٍ وَبَرَدٍ، وَنَقِّهِ مِنَ الخَطَايَا كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِن دَارِهِ، وَأَهْلًا خَيْرًا مِن أَهْلِهِ، وَزَوْجًا خَيْرًا مِن زَوْجِهِ، وَقِهِ فِتْنَةَ القَبْرِ وَعَذَابَ النَّارِ). [أخرجه مسلم]
- (اللَّهُمَّ عَبدُكَ، وابنُ أمَتِكَ، احتاج إلى رَحمَتِكَ، وأنت غَنيٌّ عنْ عَذابِه، إنْ كان مُحسِنًا فزِدْ في إحسانِه، وإنْ كان مُسيئًا فتَجاوَزْ عنه). [أخرجه الحاكم، إسناده صحيح]
- "اللهم ارحمه وأدخله فسيح جناتك".
- "نسأل المولى أن يمنَّ على الفقيد بالرحمة والرضوان، ولكم من بعده الصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون".
المراجع
- ↑ عبد الله الطيار، الفقه الميسر، صفحة 509، جزء 1.
- ↑ "حُكمُ تعزيَةِ المُسلم"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 2/4/2023. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 289، جزء 12.
- ↑ "التعزية والرد عليها تجوز بكل ما يناسب المقام"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 2/4/2023. بتصرّف.