فضّ المجلس

يُستحبّ للمسلم أن يذكر الله بقوله: "سُبحانَكَ اللَّهمَّ وبحمدِكَ ، أشهدُ أن لا إلَهَ إلَّا أنتَ أستغفرُكَ وأتوبُ إليك"؛ بعد انتهائه من مجلسه وفَضّه إيّاه؛ فقد قال الرسول -عليه الصلاة والسلام-: (مَن جلسَ في مجلِسٍ فَكَثرَ فيهِ لغطُهُ ، فقالَ قبلَ أن يقومَ من مجلسِهِ ذلِكَ : سُبحانَكَ اللَّهمَّ وبحمدِكَ ، أشهدُ أن لا إلَهَ إلَّا أنتَ أستغفرُكَ وأتوبُ إليكَ ، إلَّا غُفِرَ لَهُ ما كانَ في مجلِسِهِ ذلِكَ).[١] وهو أمر مهمّ مهما كان نوع الكلام الذي دار فيه، وتجدر الإشارة إلى أنّ التجمُّعات تكثر في المجالس في مختلف الأوقات والأماكن؛ سواء كانت هذه المجالس مجالسَ ذكرٍ وعبادة، أو كانت من التي يكثرُ فيها اللغو والغيبة والنميمة؛ إذ قال الرسول -صلّى الله عليه وسلم-: (ما جلَس قومٌ مجلِسًا لَمْ يذكُروا اللهَ فيه إلَّا كان عليهم تِرَةً وما مشى أحَدٌ مَمْشًى لَمْ يذكُرِ اللهَ فيه إلَّا كان عليه تِرَةً وما أوى أحَدٌ إلى فراشِه ولَمْ يذكُرِ اللهَ فيه إلَّا كان عليه تِرَةً).[٢][٣]


دعاء فضّ المجلس

سبق القول أنّ على المسلم أن يقول إذ فضّ مجلسه: "سُبحانَكَ اللَّهمَّ وبحمدِكَ ، أشهدُ أن لا إلَهَ إلَّا أنتَ أستغفرُكَ وأتوبُ إليك"[١]، كما أنّ الرسول -عليه الصلاة والسلام- كان يختمُ حديثه في كلِّ مجلسٍ بذكر الله -تعالى-، وحثِِّ الناس على ذكر الله تعالى وقول دعاء كفارة المجلس،[٣][٤] وممّا كان يدعوه -عليه السلام- قوله: "اللَّهمَّ اقسِم لَنا من خشيتِكَ ما يَحولُ بينَنا وبينَ معاصيكَ، ومن طاعتِكَ ما تبلِّغُنا بِهِ جنَّتَكَ، ومنَ اليقينِ ما تُهَوِّنُ بِهِ علَينا مُصيباتِ الدُّنيا، ومتِّعنا بأسماعِنا وأبصارِنا وقوَّتنا ما أحييتَنا، واجعَلهُ الوارثَ منَّا، واجعَل ثأرَنا على من ظلمَنا، وانصُرنا علَى من عادانا، ولا تجعَل مُصيبتَنا في دينِنا، ولا تجعلِ الدُّنيا أَكْبرَ همِّنا ولا مبلغَ عِلمِنا، ولا تسلِّط علَينا مَن لا يرحَمُنا.[٥]


فضل ذِكر الله في المجالس

ممّا يجدر ذكره أنَّ الإسلام لم يُحرِّم المجالس، أو التجمُّعات؛ لأنّها من الأمور التي لا بدَّ من وجودها، ولكن جاء الهدي النبويّ ليُنبّه الناس إلى ضرورة اتِّخاذ هذه المجالس لذِكر الله -تعالى-، والأمور الخيِّرة، والابتعاد عن الحديث الذي يكثر فيه اللغو واللغط؛ لِما يُولّد ذلك من حسرةٍ لهم يوم القيامة؛ فقال -عليه السلام-: (ما مِن قومٍ جلسوا مجلسًا لم يذكروا اللهَ فيه إلا رأوه حسرةً يومَ القيامةِ[٦] كما أنَّ من خَير المجالس وأفضلها على الإطلاق المجالسُ التي يُذكَر فيها الله -تعالى-؛ سواء كانت مجالس لقراءة القرآن وحِفظه، أم مجالس دعاءٍ، أم تجمُّعات لتعليم الناس أمور دينهم، أم مجالس لتلقّي العِلم، أم غيرها.[٧]


آداب المجلس

إنَّ للمجلس آداباً عديدة علينا الالتزام والتقيِّد بها، ومنها:[٨]

  • الاستئذان وإلقاء السلامِ عندَ الدخولِ.
  • الجلوسُ بمكانٍ فارغٍ، وعدم إزعاجِ الآخرين والطلب منهم بتغيير أماكنهم.
  • تجنب الحديث المنفرد، والالتزام بحرمة المجلس.
  • حفظ أسرار المجلس، وكتمان ما يدور داخله.
  • عدم التفريق بين جليسين، والجلوس بينهما إلا بإذنهما.

المراجع

  1. ^ أ ب رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:3433، صحيح.
  2. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:853، صحيح.
  3. ^ أ ب "دعاء كفارة المجلس"، طريق الإسلام، 2019-05-07، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-16. بتصرّف.
  4. محيي الدين النووي، الأذكار، صفحة 298. بتصرّف.
  5. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:3502، حسن.
  6. رواه الهيثمي، في مجمع الزوائد، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:83، رجاله رجال الصحيح.
  7. "الهدي النبوي في المجالس"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-16. بتصرّف.
  8. "آداب المجالس في الإسلام"، الألوكة، 22/8/2017، اطّلع عليه بتاريخ 18/1/2021. بتصرّف.