القناعة بالرزق هي الاكتفاء بالحلال من الرزق مع السعي له بالطرق المشروعة، قال صلى الله عليه وسلم: (أربعٌ إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا: حِفظُ أمانةٍ، وصدقُ حديثٍ، وحُسنُ خليقةٍ، وعِفَّةٌ في طُعمةٍ)،[١] وعفة في طعمة: أي قناعة واكتفاء بالحلال عن الحرام، وجاء في معنى قوله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}،[٢] والمراد بالحياة الطيبة: القناعة، والقناعة بالرزق المادي تعني الرضا والتسليم بهذا الرزق مهما كان قليلاً، واليأس بما في أيدي الناس، وعدم النظر للحرام، فمن لم يرضَ بقسمة الله تعالى له في رزقه، فقد فاتته القناعة، ودنّس نفسه بالطمع، وجرّه ذلك إلى ارتكاب المنكرات وسوء الأخلاق، يقول سعد بن أبي وقاص رضى الله عنه: "يا بني إذا طلبت الغنى فاطلبه بالقناعة فإنها مال لا ينفد، وإياك والطمع فإنه فقر حاضر، وعليك باليأس مما في أيدي الناس، فإنك لا تيأس من شيء إلا أغناك الله عنه".[٣]
دعاء اللهم قنّعني بما رزقتني
(اللَّهمَّ قَنِّعْني بما رَزَقتَني).[رواه ابن حجر العسقلاني، في الفتوحات الربانية ، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:383، حديث حسن.]
- أي: يا رب إني أسألك أن ترضِّيني بكل ما أعطيتني ورزقتني من الكفاف، وأن تُعينني أن أستغني عن سؤال أحد من البشر، وأن تجعلني راضياً بما رزقتني، وتشرح صدري وبالي.[٤]
أدعية القناعة بالرزق وغنى النّفس من السّنة
(اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ الهُدى والتُّقى والعفافَ والغِنى).[رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:3105، حديث صحيح.]
(اللَّهمَّ لا مانِعَ لِما أَعطَيْتَ، ولا مُعْطيَ لِما مَنَعْتَ، ولا يَنفَعُ ذا الجَدِّ منكَ الجَدُّ).[رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن معاوية بن أبي سفيان، الصفحة أو الرقم:16889، حديث إسناده صحيح على شرط مسلم.]
(اللَّهمَّ ما رزقتني ممَّا أحبُّ فاجعلْهُ قوَّةً لي فيما تحبُّ، وما زويتَ عنِّي ممَّا أحبُّ فاجعلْهُ فراغًا لي فيما تحبُّ).[رواه ابن حجر العسقلاني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن عبدالله بن يزيد الخطمي، الصفحة أو الرقم:31، حديث حسن.]
(اللهم إني أسألُكَ نَفْسًا مطمئنةً، تُؤْمِنُ بلِقائِكَ، وتَرْضَى بقضائِكَ، وتَقْنَعُ بعَطائِكَ).[رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبي أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم:6118، حديث صحيح.]
(اللَّهُمَّ اغفِرْ لي ذَنْبي، ووَسِّعْ لي في داري، وبارِكْ لي فيما رَزَقْتَني).[رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج زاد المعاد، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:254، حديث إسناده صحيح.]
(اللَّهمَّ اكفِني بحلالِكَ عَن حرامِك وأغنِني بفضلِك عمَّن سواكَ).[رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:2863 ، حديث صحيح.]
(اللهُمَّ لا عيْشَ إلَّا عيْشَ الآخِرَةِ).[رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أنس بن مالك وسهل بن سعد، الصفحة أو الرقم:1308، حديث صحيح.]
أدعية متنوعة للقناعة بالرزق
"اللهم اجعلني أخشاك كأني أراك أبدًا حتى ألقاك، وأسعدني بتقواك، ورضّني بما رزقتني، ولا تشقني بمعصيتك، وخِر لي في قضائك، وبارك لي في قدرك، حتى لا أحب تعجيل ما أخرت، ولا تأخير ما عجلت، واجعل غنائي في نفسي، وأمتعني بسمعي وبصري، واجعلهما الوارثَ مني".
"اللهم ارزقنا القناعة والرضا بما قسمت لنا في الدنيا، فلا نغتر إن أصبنا شيء من رزق الدنيا، ولا نحزن إن فاتنا منها شيء، واهدنا لما فيه رضاك وخيرنا".
"اللهم رضني بما رزقتني من زينة الحياة الدنيا المال والبنون، واجعلها إعانة لي في طاعتك، وطريقًا إلى جنتك يا الله، اللهم إني أسألك أن تجعل لنا نصيبًا من كل خير تقسمه، وكل رزق تبسطه، وكل ضر تكشفه، وكل بلاء ترفعه، وارزقنا القناعة والرضا يا رب العالمين".
"اللهم أغنني بالعلم، وزيني بالحلم، وأكرمني بالتقوى، وجملني بالعافية، وقنّعني بالرزق الحلال".
"اللهم ارزقني الفلاح، وحسن العمل، والقناعة بما رزقتنا، واجعل غناي في نفسي، ولا تُحجني إلى أحد غيرك، واجعلني أذكرك رغبة ورهبة، ولا تجعلني إلهي عن ذكرك وشكرك ساهيًا، وأنت الغني عني".
"اللهم لا تجعل بيننا وبينك في رزقنا أحدًا سواك، واجعلنا أغنى خلقك بك، وأفقر عبادك إليك، وهب لنا رزقًا لا يطغينا، وصحة لا تلهينا".
"اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، على كل ما رزقتنا من أرزاق علمناها، أو لم نعلمها، اللهم قنّعنا بها، ورضّنا بها، وأسعدنا بها، واكتب لنا أجرها، ولا تصرف أعيننا ونفوسنا لما ليس مقدّراً لنا".
"اللهم يا من بيدك مفاتيح الرزق، ارزقنا مفاتيح القناعة والرضا، كي لا تجزع نفوسنا، ولا تذل لغيرك، ولا تطلب ما ليس مقدراً لها، فأنت العالم بما هو خير لنا، فما كتبت من خير ورزق وصحة وعافية، فلا تجعل بيننا وبين نصيبنا منه أحدًا سواك".
"اللهم يا كريم يا منان، يا ذا الطول والإحسان، يا من لا تُحصى نعمك، اجعل أعظم نعمك علينا قناعةً تسعد بها نفوسنا، وأدِم علينا ما رزقتنا، وبارك لنا فيما أعطيتنا".
"اللهم إنا نسألك برحمتك التي وسعت كل شيء، وبقوتك التي قهرتَ بها كل شيء، وخضع لها كل شيء، وذلّ لها كل شيء، أن ترزق قلوبنا قناعةً بالرزق، ورضاً بالعطاء، ولا تُحجنا إلى أحد من خلقك، فأنت مالك الملك، وأنت قاسم الرزق، وأنت هادي القلوب، أكرمنا بكرمك يا كريم".
"اللهم اجعل الشفاء في أبداننا، واليقين في قلوبنا، والقناعة في نفوسنا، أنت القوي ونحن الضعفاء، وأنت الغني ونحن الفقراء، واجعل لنا أوفر الحظ من كل خير أنزلته، أو بركة كتبتها، أو رزق قدّرته، واجعلنا شاكرين لنعمك، مثنين عليها، قانعين بها، وأتمها علينا".
"اللهم اجعلنا من المتوكلين عليك، الراضين بقضائك، القانعين بما رزقتهم من أرزاق ونعم لا تعد ولا تحصى، واكفنا شر نفوسنا وطمعها، وتطلّعها إلى ما ليس لها، واجعل غنانا في أنفسنا، وارضنا وارضَ عنا يا كريم".
أدعية أخرى:
المراجع
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن عبدالله بن عمرو ، الصفحة أو الرقم:1718، حديث صحيح.
- ↑ سورة النحل، آية:97
- ↑ فريق موقع الكلم الطيب، " القناعة بالرزق الحلال"، الكلم الطيب، اطّلع عليه بتاريخ 28-3-2021. بتصرّف.
- ↑ ماهر بن عبد الحميد بن مقدم، "شرح الدعاء من الكتاب والسنة"، المكتبة الشاملة الحديثة، اطّلع عليه بتاريخ 30-3-2021. بتصرّف.