أنواع الرزق

قسّم الله -تعالى- الرزق على عباده بحكمته، فقد قال -عزّ وجلّ- في القرآن الكريم: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ}،[١] فمن العباد من كان رزقه في المال، ومنهم من كان رزقه في الصحة والعافية، وآخرين بالأبناء والذرية، وإلى جانب الإيمان بذلك يجب على المسلم السعي في الطلب والبحث عن الرزق، فالرزق نوعان: رزق يطلب العبد، ورزق يطلبه العبد، فقال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ}،[٢] لذلك على المسلم طلب الرزق والسعي إليه إلى جانب الدعاء والتوكل والالتجاء إلى الله -تعالى- بتيسير أبواب الخير والرزق، والبركة والزيادة فيه، وفي هذا المقال بعض الآيات والأدعية لجلب الرزق وطرح البركة فيه.


آيات للرزق في القرآن الكريم

ذكر الله تعالى الرزق في القرآن الكريم في عدّة آيات، وبيّن فيها كيفية تحصيل العبد لرزقه، وفيما يأتي ذكر لبعض طُرق تحصيل الرزق كما ذكرها القرآن الكريم:



الاستغفار: حيث قال الله تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا*يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا *وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا}.[سورة نوح، آية:10-12]




شكر الله تعالى وحمده: فقد قال الله عزّ وجلّ: {لَئِن شَكَرتُم لَأَزيدَنَّكُم}.[سورة ابراهيم، آية:7]




الصدقات والإنفاق في سبيل الله تعالى: فقد ذكر الله تعالى في كتابه الحكيم: {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}.[سورة سبأ، آية:39]




تقوى الله تعالى والإيمان الخالص له عزّ وجلّ: حيث قال تعالى: {وَلَو أَنَّ أَهلَ القُرى آمَنوا وَاتَّقَوا لَفَتَحنا عَلَيهِم بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالأَرضِ وَلـكِن كَذَّبوا فَأَخَذناهُم بِما كانوا يَكسِبونَ}،[سورة الأعراف، آية:96] وقال أيضاً: {وَمَن يَتَّقِ اللَّـهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا*وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}.[7]




أدعية مأثورة لطلب الرزق



(اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ منَ الفقرِ، والقلَّةِ، والذِّلَّةِ، وأعوذُ بِكَ من أن أظلِمَ، أو أُظلَمَ).[رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 1544، صحيح.]




(اللهُمَّ رَبَّ السَّمواتِ السَّبعِ، وربَّ العرْشِ العَظِيمِ، ربَّنا وربَّ كلِّ شيءٍ، مُنْزِلَ التوراةَ والإنجيل والقرآنَ، فَالقَ الحَبِّ والنَّوى، أعوذُ بِكَ من شَرِّ كلِّ شيءٍ أنتَ آخِذً بِناصِيَتِه، أنتَ الأوَّلُ؛ فلَيْسَ قَبلكَ شيءٌ، وأنتَ الآخِرُ؛ فليسَ بعدَكَ شيءٌ، وأنتَ الظَّاهِرُ، فلَيسَ فَوقَكَ شيءٌ، وأنتَ الباطِنُ؛ فلَيسَ دُونكَ شيءٌ، اقْضِ عنِّي الدَّينَ، وأغْنِني من الفَقرِ).[رواه الألباني ، في صحيح الجامع، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:4424، صحيح.]




(اللَّهُمَّ اغفِرْ لي ذَنْبي، ووَسِّعْ لي في داري، وبارِكْ لي فيما رَزَقْتَني).[رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج زاد المعاد، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:254، إسناده صحيح.]




(اللهم إني أعوذُ بكَ منَ الهمِّ والحزَنِ، وأعوذُ بكَ منَ العجزِ والكسلِ، وأعوذُ بكَ منَ الجُبنِ والبخلِ؛ وأعوذُ بكَ مِن غلبةِ الدَّينِ وقهرِ الرجالِ)،[رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:2864، صحيح.] ويستحب الدعاء به في كل صباح ومساء كما أخبر بذلك رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (ألا أعلمُكَ كلامًا إذا قلتَه أذهَب اللهُ تعالى همَّكَ وقضى عنكَ دَينَكَ ؟ قُلْ إذا أصبَحتَ وإذا أمسَيتَ؛ اللهم إني أعوذُ بكَ منَ الهمِّ والحزَنِ، وأعوذُ بكَ منَ العجزِ والكسلِ، وأعوذُ بكَ منَ الجُبنِ والبخلِ؛ وأعوذُ بكَ مِن غلبةِ الدَّينِ وقهرِ الرجالِ).




(اللهمَّ مالكَ الملكِ تُؤتي الملكَ مَن تشاءُ، وتنزعُ الملكَ ممن تشاءُ، وتُعِزُّ مَن تشاءُ ، وتذِلُّ مَن تشاءُ ، بيدِك الخيرُ إنك على كلِّ شيءٍ قديرٌ . رحمنُ الدنيا والآخرةِ ورحيمُهما، تعطيهما من تشاءُ، وتمنعُ منهما من تشاءُ، ارحمْني رحمةً تُغنيني بها عن رحمةِ مَن سواك).[رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:1821، حسن.]




(اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، واغنني بفضلك عمن سواك).[رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:2863، صحيح.]




(اللهم لا مانعَ لما أَعطيتَ، ولا مُعطيَ لما منعتَ).[رواه الألباني ، في تخريج كتاب السنة، عن عاوية بن أبي سفيان، الصفحة أو الرقم:385، حديث إسناده صحيح على شرط مسلم .]




أدعية متنوعة للرزق



"اللهم ارزقنا رزقاً حلالاً طيّباً مباركاً فيه، كما تُحب وترضى يا رب العالمين".




"يا مقيل العثرات، يا قاضي الحاجات، اقضِ حاجتي، وفرّج كُربتي، وارزقني من حيث لا أحتسب".




"اللهم ارزقني رزقاً واسعاً، حلالاً طيباً من غير كدٍّ، واستجب دعائي من غير ردّ، وأعوذ بك من الفقر والدَّين، اللهم يا رازق السائلين، يا راحم المساكين، ويا ذا القوة المتين، ويا خير الناصرين، يا وليّ المؤمنين، يا غيّاث المستغيثين، إياك نعبد وإيّاك نستعين".




"اللّهم إن كان رزقي في السّماء فأنزله، وإن كان في الأرض فأخرجه، وإن كان بعيداً فقرّبه، وإن كان قريباً فيسّره، وإن كان قليلاً فكثّره، وإن كان كثيراً فبارك لي فيه".




"يا رحمن، يا مُطَّلِعَاً على السرائر والضمائر والهواجس والخواطر، لا يعزب عنك شيء، أسألك فيضةً من فيضان فضلك، وأُنسًَا وفرجاً من بحر كرمك، أنت بيدك الأمر كلّه، ومقاليد كل شيء، فهب لنا ما تقرّ به أعيننا، وتُغنينا عن سؤال غيرك، فإنك واسع الكرم يا كريم".




"اللهم صلّ على محمد، وعلى آل محمد، ياذا الجلال والإكرام، يا قاضي الحاجات، يا أرحم الراحمين، يا حي يا قيوم، لا إله إلّا أنت الملك الحقّ المبين".




المراجع

  1. سورة الذاريات، آية:22
  2. سورة الملك، آية:15