عذاب القبر

في زحمة الحياة ووسط المشاغل والانشغالات كثيرًا ما نغفل عن الإعداد ليوم الرحيل والاستعداد للقاء الله والدار الآخرة؛ لذا علينا أن نتذكر دائماً القبر وضمته وضيقه وظلمته، فالقبر أول منزلة من منازل الآخرة وكلنا سندخله يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن القبر أول منازل الآخرة فإن نجا منه صاحبه فما بعده أيسر وإن لم ينج منه فما بعد أشد)،[١] لذا يجب علينا أن نقف مع أنفسنا وقفة جادة وأن نتذكر حالنا ومآلنا وأن نتأمل تلك اللحظات التي سنمرُّ بها ونبتهل إلى الله تعالى بأن يخفف عنا سكرات الموات وعذاب القبر ويدخلنا الجنة من غير عقاب ولا حساب، إنَّه ولي ذلك والقادر عليه.[٢]


للاطلاع على أدعية يدعو بها المسلم للميت: الدعاء للميت بعد الدفن، دعاء للميت في قبره.



أدعية تخفيف عذاب القبر من القرآن الكريم



{رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا ۚ رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ}.[سورة ال عمران ، آية:193]




{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.[سورة البقرة، آية:201]




{رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.[سورة ال عمران ، آية:191]




{رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.[سورة البقرة، آية:286]




أدعية تخفيف عذاب القبر من السنة النبوية



(اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ من عذابِ النَّارِ وفتنةِ النَّارِ وفتنةِ القبرِ وعذابِ القبرِ).[رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة رضي الله عنها ، الصفحة أو الرقم:6375، صحيح.]




(اللَّهُمَّ، اغْفِرْ له وَارْحَمْهُ، وَاعْفُ عنْه وَعَافِهِ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بمَاءٍ وَثَلْجٍ وَبَرَدٍ، وَنَقِّهِ مِنَ الخَطَايَا كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِن دَارِهِ، وَأَهْلًا خَيْرًا مِن أَهْلِهِ، وَزَوْجًا خَيْرًا مِن زَوْجِهِ، وَقِهِ فِتْنَةَ القَبْرِ وَعَذَابَ النَّارِ).[رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن عوف بن مالك الأشجعي ، الصفحة أو الرقم:963، صحيح.]




(اللَّهمَّ اغْفِرْ لحيِّنا وميِّتِنا وشاهدنا وغائِبنا وصَغيرنا وَكبيرنا وذَكرِنا وأُنثانا اللَّهمَّ مَنْ أحييتَه مِنَّا فأحيِه علَى الإسلامِ ومن تَوَفَّيتَه مِنَّا فتَوفَّهُ علَى الإيمانِ اللَّهمَّ لا تحرمنا أجرَه ولا تُضلَّنا بعدَه).[رواه الألباني ، في صحيح ابن ماجة، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:1226، صحيح .]




(اللَّهمَّ إنَّ فلانَ بنَ فلانٍ في ذِمَّتِك وحبلِ جِوارِك فَقِهِ من فتنةِ القبرِ وعذابِ النَّارِ وأنتَ أهلُ الوفاءِ والحقِّ فاغفر لَه وارحمهُ إنَّكَ أنتَ الغفورُ الرَّحيمُ).[رواه الألباني، في صحيح ابن ماجة، عن واثلة بن الأسقع الليثي، الصفحة أو الرقم:1227، صحيح.]




أدعية منوعة لتخفيف عذاب القبر



"اللَّهُمَّ إنَّ فُلانَ ابْنَ فُلان في ذِمَّتِكَ وحَلَّ بجوارك، فَقِهِ فِتْنَةَ القَبْر، وَعَذَابَ النَّارِ، وَأَنْتَ أَهْلُ الوَفاءِ والحَمْدِ، اللَّهُمَّ فاغفِرْ لهُ وَارْحَمْهُ، إنكَ أَنْتَ الغَفُور الرَّحيمُ، اللهم اغفر له وارحمه، واعف عنه وعافه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بماء وثلج وبرد، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله داراً خيراً من داره، وأهلا خيراً من أهله، وزوجاً خيراً من زوجه، وقه فتنة القبر وعذاب النار".




"اللَّهمَّ اغْفِرْ لحيِّنا وميِّتِنا وشاهدنا وغائِبنا وصَغيرنا وَكبيرنا وذَكرِنا وأُنثانا اللَّهمَّ مَنْ أحييتَه مِنَّا فأحيِه علَى الإسلامِ ومن تَوَفَّيتَه مِنَّا فتَوفَّهُ علَى الإيمانِ اللَّهمَّ لا تحرمنا أجرَه ولا تُضلَّنا بعدَه".




"اللهمّ افسح له في قبره مدّ بصره، وافرش قبره من فراش الجنّة، اللهم ارحمه ولا تطفئ نور قبره، اللهم يا قيوم أقمه على نور في قبره، اللهمّ أعذه من عذاب القبر، وجفاف الأرض عن جنبيها".




"اللهم اغفر واصفح عني إذا صرت بين التراب وباعد بيني وبين فتنة القبر واجعل قبري روضة عليه مستبشراً بلقائك لا إله إلا أنت الغني عن التعذيب الغفور لمن ينيب العفو عمن يخطئ، اللهم اغفر لي إذا صرت بين التراب، وارفع درجتي في المهديين، واخلفني في العقبة في الغابرين، واغفر لي ولجميع أموات المسلمين يا رب العالمين إنك على كل شيء قدير، وافسح لي في قبري ونور لي فيه".




"اللهم ارحمه واغفر له وآنس وحشته ووسع قبره اللهم اجعل عيده في الجنة أجمل، اللهمّ اجعل قبره روضةً من رياض الجنّة، ولا تجعله حفرةً من حفر النّار، اللهم ارحمه رحمةً تسع السماوات والأرض اللهم اجعل قبره في نور دائم لا ينقطع واجعله في جنتك آمناً مطمئنًا يا رب العالمين".




"اللهم يا من تجير المستجير ومنجي الغريق والمكروب، ومنقذ البائس من الضيق والهموم نسألك إجارتنا و نجدتنا في قبورنا ورحمة وتسلية أهلنا السلوان، اللهم يا الله أنت المحيي وأنت كذلك المميت، اللهم إنا لا نعترض على قضائك ونسألك أن تجعل نوراً وضياءً على ميتنا ومن يسكنون قبره من قبله، اللهم أره منزله بجنتك، وأكرمه بحسن الصحبة والعمل الصالح الذي ارتضيته منه في حياته وسره وعلنه".




"اللهمّ أبدله داراً خيراً من داري، وأهلاً خيراً من أهله، وأدخله الجنّة، وأعذه برحمتك من عذاب القبر، ومن عذاب النّار، اللهمّ عامله بما أنت أهله، ولا تعامله بما هو أهله، اللهمّ اجزه عن الإحسان إحساناً، وعن الإساءة عفواً وغفراناً، اللهمّ إن كان محسناً فزد من حسناته، وإن كان مسيئاً فتجاوز عن سيّئاته".




"اللهمّ إنّه عبدك وابن عبدك، خرج من الدّنيا، وسعتها، ومحبوبها، وأحبّائه فيها، إلى ظلمة القبر، وما هو لاقيه، اللهمّ إنّه كان يشهد أنّك لا إله إلّا أنت، وأنّ محمّداً عبدك ورسولك، وأنت أعلم به، اللهمّ إنّا نتوسّل بك إليك، ونقسم بك عليك أن ترحمه ولا تعذّبه، وأن تثبته عند السّؤال".




"اللهمّ أدخله الجنّة من غير مناقشة حساب، ولا سابقة عذاب، اللهمّ آنسه في وحدته، وفي وحشته، وفي غربته، اللهمّ أنزله منزلاً مباركاً، وأنت خير المنزلين، اللهمّ أنزلني منازل الصدّيقين، والشّهداء، والصّالحين، وحسُن أولئك رفيقاً، اللهمّ اجعل قبري روضةً من رياض الجنّة، ولا تجعله حفرةً من حفر النّار برحمتك وجودك يا أرحم الراحمين".




"اللهمّ افسح له في قبره مدّ بصره، وافرش قبره من فراش الجنّة، اللهمّ أعذه من عذاب القبر، وجفاف الأرض عن جنبيها، اللهمّ املأ قبره بالرّضا، والنّور، والفسحة، والسّرور، اللهمّ إنّه في ذمّتك وحبل جوارك، فقِه شر فتنة القبر، وعذاب النّار، وأنت أهل الوفاء والحقّ، فاغفر له وارحمه، إنّك أنت الغفور الرّحيم".




"اللهمّ انقله من مواطن الدّود، وضيق اللّحود، إلى جنّات الخلود، اللهمّ احمه تحت الأرض، واستره يوم العرض، ولا تخزه يوم يبعثون "يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلّا من أتى الله بقلبٍ سليم"، اللهمّ يمّن كتابه، ويسّر حسابه، وثقّل بالحسنات ميزانه، وثبّت على الصّراط أقدامه، وأسكنه في أعلى الجنّات، بجوار حبيبك ومصطفاك محمد -صلّى الله عليه وسلّم-، اللهمّ أمّنه من فزع يوم القيامة، ومن هول يوم القيامة، واجعل نفسه آمنةً مطمئنّةً، ولقّنه حجّته".




"اللهمّ إنّه نَازَل بك وأنت خير منزولٍ به، وقد أصبح فقيراً إلى رحمتك، وأنت غنيٌّ عن عذابه، اللهمّ آته برحمتك ورضاك، وقه فتنة القبر وعذابه، وآته برحمتك الأمن من عذابك حتّى تبعثه إلى جنّتك يا أرحم الرّاحمين".




"اللهمّ اجعله في بطن القبر مطمئنّاً، وعند قيام الأشهاد آمناً، وبجود رضوانك واثقاً، وإلى أعلى درجاتك سابقاً، اللهم اجعل عن يمينه نوراً، حتّى تبعثه آمناً مطمئنّاً في نورٍ من نورك، اللهمّ انظر إليه نظرة رضا، اللهمّ أسكنه فسيح الجنان، واغفر له يا رحمن، وارحمه يا رحيم، وتجاوز عمّا تعلم يا عليم، اللهمّ اعف عنه، فإنّك القائل "ويعفو عن كثير"، اللهمّ إنّه جاء ببابك، وهو حي بجنابك، فَجُد عليه بعفوك، وإكرامك، وجود إحسانك".




"اللهمّ إنّ رحمتك وسعت كلّ شيء، فارحمه رحمةً تطمئنّ بها نفسه، وتقرّ بها عينه، اللهمّ احشره مع المتّقين إلى الرّحمن وفداً، اللهمّ احشره مع أصحاب اليمين، واجعل تحيّته سلامٌ لك من أصحاب اليمين، اللهمّ بشّره بقولك "كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيّام الخالية"، اللهمّ اجعله من الّذين سعدوا في الجنّة، خالدين فيها ما دامت السّماوات والأرض، اللهمّ لا نزكيه عليك، ولكنّنا نحسبها أنّه آمن وعمل عملاً صالحاً، فاجعل له جنّتين ذواتي أفنان، بحقّ قولك: "ولمن خاف مقام ربّه جنّتان" يا أكرم الأكرمين".




"اللهمّ ارزقه بكلّ حرفٍ في القرآن حلاوةً، وبكلّ كلمة كرامةً، وبكلّ اّية سعادةً، وبكلّ سورة سلامةً، وبكل جُزءٍ جزاءً".




"اللهمّ شفّع فيه نبيّنا ومصطفاك محمد -صلى الله عليه وسلم-، واحشره تحت لوائه، واسقه من يده الشّريفة شربةً هنيئةً لا يظمأ بعدها أبداً، اللهمّ إنّه قد صبر على البلاء فلم يجزع، فامنحه درجة الصّابرين، الذين يوفّون أجورهم بغير حساب، فإنّك القائل "إنّما يوفّى الصّابرون أجرهم بغير حساب"، اللهمّ إنّها كان مُصلّ لك، فثبّته على الصّراط يوم تزلّ الأقدام، اللهمّ إنّه كان صائماً لك، فأدخله الجنّة من باب الريّان".




"اللهمّ إنّه قد كان لكتابك تالياً وسامعاً، فشفّع فيه القرآن، وارحمه من النّيران، واجعله يا رحمن يرتقي في الجنّة إلى آخر آية قرأها، وآخر حرفٍ تلاه".




"اللهمّ ارحمه فإنّه كان مسلماً، واغفر له فإنّه كان مؤمناً، وأدخله الجنّة فإنّه كنت بنبيّك مصدّقاً، وسامحه فإنّه كان لكتابك مرتّلاً، اللهمّ ارحمه إذا أتاه اليقين، وعرق منّه الجبين، وكثر الأنين والحنين، اللهمّ ارحمه إذا يئس منّه الطّبيب، وبكى عليه الحبيب، وتخلّى عنّه القريب والغريب، وارتفع النّشيج والنّحيب".




"اللهمّ إنّه عبدك وابن عبدك وابن أمتك، مات وهو يشهد لك بالوحدانيّة، ولرسولك بالشّهادة، فاغفر له إنّك أنت الغفّار، اللهمّ لا تحرمنا أجره، ولا تفتنّا بعده، واغفر لنا وله، واجمعنا معه في جنّات النّعيم يا ربّ العالمين، اللهمّ أنزل على أهله الصّبر والسّلوان، وارضهم بقضائك، اللهمّ ثبّتهم على القول الثّابت في الحياة الدّنيا، وفي الآخرة، ويوم يقوم الأشهاد".




"اللهمّ ارحمه إذا اشتدّت الكربات، وتوالت الحسرات، وأطبقت الرّوعات، وفاضت العبرات، وتكشّفت العورات، وتعطّلت القوى والقدرات، اللّهم ارحمه إذا حُمِل على الأعناقِ، وبلغتِ التراقِ، وقيل من راق، وظنّ أنّه الفراق، والتفَّتِ السَّاقُ بالسَّاقِ، إليك يا ربَّنا يومئذٍ المساق".




"اللهمّ ارحمه إذا وارى عليه التّراب، وغلّقت القبور والأبواب، وانفضّ الأهل والأحباب، اللهمّ ارحمه إذا فارقه النّعيم، وانقطع النّسيم، وقيل ما غرّك بربّك الكريم، اللهمّ ارحمه إذا قام للسّؤال، وخانه المقال، ولم ينفعه جاهٌ، ولام ال، ولا عيال، وليس له إلّا فضل الكبير المتعالّ".



المراجع

  1. رواه الألباني، في صحيح الجامع ، عن عثمان بن عفان ، الصفحة أو الرقم:1648، حديث حسن.
  2. مراد باخريصة (26/6/2013)، "القبر"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 10/2/2021.